رئيس التحرير : مشعل العريفي

بعد حدوث فراغ سياسي في الدرعية..  باحث سعودي يكشف عن أعمال قام بها الإمام محمد بن سعود لتأسيس الدولة السعودية 

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: كشف الباحث المتخصص في تاريخ المملكة الدكتور سعد بن إبراهيم العريفي، عن أعمال قام بها الإمام محمد بن سعود لتأسيس الدولة السعودية منذ تسلمها عام 1139هـ/ 1727م.
من أيام الوطن
وقال العريفي، في مقاله "من أيام الوطن .. يوم التأسيس"، المنشور في صحيفة "الاقتصادية":"أسست الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727م في الدرعية، قلب الجزيرة العربية، وقد حملت هذه الدولة عدة مبادئ من أهمها: حفظ الأمن والسلام، ونشر العلم والمعرفة، وترسيخ القيم الإسلامية، ورعاية الحقوق".
إرثا طويلا
وأشار:"أقيمت الدولة السعودية الأولى ابتداء في مدينة تحمل إرثا طويلا يمتد لمئات الأعوام، حيث قام سابقا الأمير مانع بن ربيعة المريدي بتأسيس الدرعية عام 850هـ/ 1446م لتبدأ مرحلة جديدة في وسط الجزيرة العربية قوامها الأمن والازدهار، ومن ملامحها الحضارة والرخاء".
البعد التاريخي للأسرة المالكة
ولفت:"كان للبعد التاريخي للأسرة المالكة - آل سعود - دور في قيام الدولة السعودية الأولى، حيث أقامت قبيلة بني حنيفة في اليمامة 400 م حضارة حجر اليمامة التي كانت مزدهرة، ولها تأثير في أطراف الجزيرة العربية، وكانت في حجر اليمامة أسواق اقتصادية وأدبية، فكانت سوق حجر اليمامة عامرة بالمنتجات الموسمية، يرتادها الأدباء في المجالس المشهورة حينها، ومنها: مجلس جرير".
الدرعية تنشط الحركة الاقتصادية
وأوضح:"بعد أن عاد مانع المريدي لموطن آبائه في وسط الجزيرة العربية، وأقام إمارة الدرعية 850هـ/ 1446م بدأت الدرعية بتنشيط الحركة الاقتصادية، وإدارة طرق قوافل الحج والتجارة، فنشطت الحركة في نجد، وبدأت الحياة تدب شيئا فشيئا، حتى بدت إرهاصات سياسية اجتماعية تصقل شخصية الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، والإمام محمد كان معروفا باتزانه عموما، وذكائه، وحسن تدبيره، ولعل لجلسات التأمل التي يكثر منها في خلواته دور في ذلك، كما عرف عن الإمام محمد حسن تصرفه وشجاعته، حيث بان ذلك إبان إمارة والده الأمير سعود بن محمد (1132 - 1137هـ / 1720 - 1725م)، أو بعد ذلك حينما حصل بعض النزاعات الداخلية".
فراغ سياسي في الدرعية
وأبان:"بعد حصول فراغ سياسي في الدرعية إبان النزاعات الداخلية أصبحت الإمارة مهيأة لأن يقيم عليها الإمام محمد بن سعود دولته، فمنذ منتصف عام 1139هـ/ 1727م الذي يوافق تقديريا 30 جمادى الآخرة/ 22 فبراير اعتلى سدة الحكم في الدرعية، وكان للإمام محمد عدة أعمال تدل على جهوده الكبيرة لتأسيس الدولة منذ تسلمها عام 1139هـ/ 1727م، منها:
١- توحيد أحياء الدرعية ضمن إدارة واحدة، فأصبحت غصيبة والمليبيد تحت حكم إمام واحد.
٢- بناء سور محيط بالدرعية، لصد الهجمات التي تستهدف الدرعية من القوى المحيطة.
٣- الاهتمام بحفظ سيادة الدولة الداخلية والخارجية، حيث كان حريصا على فرض سلطة الإمام وعدم تجاوزها، وكان كذلك لا يقبل بالتدخلات الخارجية ضمن حدود دولته.
٣- ضبط الأمن الإقليمي في الدول المجاورة، منها حينما شارك في إعادة دهام بن دواس لإمارة الرياض عام 1151هـ/ 1738م.
٤- الاستقلال التام عن تأثير القوى الكبرى المهيمنة على كثير من الإمارات النجدية.
٥- توحيد معظم منطقة نجد تحت حكمه.
٦- تأمين طرق الحج والتجارة المتصلة بمنطقة نجد.
٧- ضبط الموارد المالية الداخلية للدولة.
٨- ازدهار الحياة العلمية في الدرعية".
ملاذ لكثير من التجار والعلماء
وأردف:"بهذه الجهود التي بذلها الإمام محمد بن سعود أصبحت الدولة السعودية الأولى ملاذا لكثير من التجار والعلماء، كما أصبحت منارة للمؤثرين في المجتمع، ومن أبرز من قدم إليها: الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي وجد قبولا لدى الإمام محمد بن سعود، وأصبحت الدرعية منصة إشعاع إصلاحي عم بنفعه أرجاء العالم الإسلامي".
يوم التأسيس
واختتم:" يوم التأسيس من الأيام الوطنية التي يحق لكل مواطن أن يفخر فيه بالمنجز الوطني الكبير الذي تحقق على أيدي أئمة أفذاذ، وملوك عظام، سطروا بمداد من نور أمجاد المملكة العربية السعودية، بعمقها الحضاري المجيد، وإرثها التاريخي العريق في سجلات المجد والشرف والإباء".

arrow up